ليس قراءة فحسب بل سماعا ومشاهدة ما أدهشني واستهواني وأثار اهتمامي وفضولي عن ما كتب في مواقع عدة في الانترنت وما عرض على كثير من قنوات النايل سات عن شجرة الحياة أو الشجرة المعجزة أو شجرة المورينجا (Moringa oleifera) أو شجرة البان أو شجرة اليسر -- أو ما يعرف اسما عند البعض من أهل منطقة تهامة في محافظة الحديدة في اليمن وخاصة في مدينة زبيد التأريخعلملغوية (بشجرة فل مصر) -- و عن فوائدها التي لا تحصي ولا تعد في مجالات توفير الأمن الغذائي ومحاربة الفقر من ناحية وتوفيرها للعلاج الطبيعي مما يجعلها بمثابة صيدلية مجانية للفقراء والمستضعفين من ناحية أخرى.
فكل ما قرأته و سمعته و شاهدته يؤكد بأنه يمكن الاستفادة من كل أجزائها -- فيمكن أن تؤكل الأوراق الصغيرة (leaves) أما طازجة أو مطبوخة كما يمكن أن تجفف وتطحن في صورة مسحوق يمكن إضافته إلى المقبلات كالصلة والحساء وما شابه وهذه الأوراق تعتبر مصدرا ممتازا لفيتامين (أ) والذي يعادل في كميته أربعة أمثال ما يحتويه الجزر -- كما أن الأوراق الطازجة تعتبر غنية في محتواها من فيتامين) ج (حيث يعادل في كميته سبعة أمثال ما يحتويه البرتقال وهي أيضا مصدر جيد لفيتامين (ب) والعناصر المعدنية خاصة الكالسيوم حيث يعادل في كميته أربعة أمثال ما يحتويه اللبن -- كما يعادل ما يحتويه من بروتين ضعف ما يحتويه الموز-- كما تتميز أوراق المورينجا باحتوائها على نسبة عالية من عنصر الحديد لذلك فهي تستخدم لعلاج الأطفال المصابين بالأنيميا. تبدو كأنها فيتامينات متعددة و مُتزايدة على عتبتِ بابكِ -- و أن أزهارها (flowers) تؤكل بعد عملية التحمير -- وتتميز أيضا بارتفاع محتواها من الكالسيوم و البوتاسيوم.
كما أن القرون ( pods ) التي تنتجها تعتبر الجزء الأهم لتعدد استخداماتها -- حيث تحتوي على % 35 من مكوناتها على زيت -- يعادل في فائدته زيت الزيتون -- ويتميز عليه بعدم قابليته للتزنخ -- أما ما يتبقى من البذور (seeds) بعد العصر فإنه يعتبر عاملا فعالا في تنقية المياه عند إلقائه في خزانات المياه أو ما يماثلها -- لما له من خاصية على تجميع وترسيب الشوائب الصلبة العالقة بالمياه بما يشبه المصيدة -- فيعمل على تنقية المياه من الشوائب والبكتريا وما يعكرها وكذلك الطحالب في آن واحد -- وبذلك يوفر مياها آمنه ونقية وصالحة للشرب.
أما السيقان فتستخدم كحطب وقود في المجتمعات الريفية. وينتج اللحاء(bark) مادة صمغية(gum) تستخدم في بعض الصناعات الدوائية، وتستخدم أيضا في علاج الإسهال. أما جذور (roots)المورينجا، فهي علاج للروماتيزم في بعض المناطق.
وما يجعلها بمثابة صيدلية مجانية للفقراء والمستضعفين لما أثبتته الدراسات من قدرة مكونات هذه الشجرة المعجزة على علاج الكثير من الأمراض: كعلاج أنيميا الدم وأمراض القلب والمخ والأعصاب وكما تعالج السرطان والسكر وارتفاع ضغط الدم العالي بجانب مفعولها في الوقاية من العشي الليلي وقد اجمع عدد من الأطباء على القيمة الفعالة للشجرة في علاج أمراض التهاب المثانة والبروستاتا والحمي الصفراء وأوجاع الرأس والصداع النصفي وغيرها الكثير (أكثر من ٣٠٠ مرض).
فقد قيل جملة وتفصيلا أن هذه الشجرة معروفة منذ آلاف السنين في شبه القارة الهندية ثم انتقلت في الآونة الأخيرة إلى أفريقيا وأصبحت زراعتها عادية في المناطق الاستوائية كالسنغال وأثيوبيا وغيرهما وأنه يجري العمل حاليا على التوسع في زراعتها في مصر والسعودية والكويت وعدة مناطق أخرى -- و أنها احدي فصائل شجرالبان و يمكن أن تزرع في الأراضي القاحلة والحارة حيث تتحمل الجفاف والملوحة و أنها تمتاز بسرعة النمو حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في اقل من شهرين من زراعتها وأكثر من ثلاثة أمتار في اقل من عشرة شهور والى حوالي 12 متر خلال ثلاثة سنوات وأنها دائمة الخضرة والإزهار.
فلأجل كل ما ذكر آنفا يدعوني الواجب أن أدعو هيئة تطوير تهامة -- وهي دعوة عامة للجميع -- في إطار تخطيطها الناجح والمشهود في عمليات التشجير -- بأنه يمكنها أن تعمل على تشجير هذه الشجرة المعجزة في كل مديريات المحافظة و قراها والعمل على إرشاد المزارعين و المواطنين بكيفية الاستفادة من الفوائد المجانية التي لا تحصي ولا تعد لهذه الشجرة -- توفيرا للأمن الغذائي وخاصة للمواطنين محدودي الدخل.و لإحاطتكم علما هناك عينة منها في كلية التربية زبيد هذا بعد التحري و التأكد من هويتها.
و أخيرا و ليس آخرا لا نملك أمام هذه الشجرة المعجزة (شجرة الحياة (المورينجا)) بفوائدها الغذائية و العلاجية الجمة إلا أن نقول "سبحان الله رب العالمين".